ما بين القلق و الحزن

لا أستطيع أن أقول لك .. لا تقلق

لأنني لو قلت لك هكذا لما قرأت بعدها كلمة واحدة

فلا أحد يملك ألا يقلق .. ولكني أدعوك أن تأتي إليّ الآن وتترك لي نفسك قليلاً.. فقط تذكر معي كم مرة حزنت من قبل .. كم تضايقت .. كم شخص.. آلمك

ستدرك الآن أنهم كثيرون وأنك منذ طفولتك .. أشياء وأشياء تهم بك .. وتضايقك .. بعضها مر بسرعة وبعضها لازال له مساحة من حياتك.

مساحة تواريها عن الناس.. فتلتقي فيها بنفسك علي صدق.. وتلك هي صفحة المشكلات والأحلام العسيرة والذكريات المؤلمة..

أتعرف أن كل هذا هين.. أنا لا أقلل من شعورك فأنا أدركه تماماً ولا أهون منه فقد مر كثيراً عليّ..، 

ولكن هذه الذكريات بمرارتها لا يفيد من تذكارها شئ سوي المزيد من الألم .. 

والأحلام التي نتمني تحقيقها .. هي الضوء الذي نسعي إليه فنتحمل من أجله كل ظلام.. وفي الظلام نتخبط بما لا نحبه ونصطدم بما يؤذينا ونتشتت ونفترق وأحياناً ما نجد من يشاركنا رحلة الوصول إلي الضوء .. أقصد الحلم.

ولكن الألم الأشد. أن تقلق من أن تحزن أو تقلق خشية ما يترتب علي الحزن فتعيش الحزن قبل أن يأتي وترتب له قبل أن يقع فتخسر الحاضر بأفكار المستقبل الفاشلة والمظلمة.

أفكرت من قبل أن اللون الأسود درجات ومراحل

وأنه إذا كان لدي زهرة فلابد أن تحتوي علي أشواك

مما يرغمك علي التفكير فيها حينما تذبل.

إن الذبول لن يقتل الزهرة 

بل سيقتل نشوة إحساسك بجمالها الحالي فلا أنت تستمتع بلونها 

ولا تملك أن تشم رائحتها. 

فالخوف من الغد والقلق من الحزن شئ مرعب.

اترك الأمر لصاحب الأمر .. فقط خطط لمستقبلك قدر استطاعتك .. تقدم ولا تضيع فرصاً طيبة تأتيك .. ابحث دائماً عن كل شئ جيد .. تمتع بأخلاق وسمعة طيبة

اعمل علي تنظيم ميزانية لمخططاتك قدر المتاح..

اضحك من قلبك .. لا تحزن كثيراً.. تعلم من أخطائك وأخطاء الغير.. انظر لمن دونك وأحمد ربك وأنظر لمن يعلوك واغبطه وتمثل به .. ضع أحلاماً قدر إمكاناتك.. لا تسرف .. اهتم بصحتك.. كن بشوشاً .. سامح ما أمكنك

توكل علي الله .. وإذا توكلت علي رب كل الكون بحق .. فلن تحزن.

                                                                   

د. مني أحمد