الخميس، 30 أغسطس 2018

كيف تختار الصديق الحق


في رأيي أن الصديق ليس فقط من تجده علي الفور بل الذي يعطيك ما لا تجده عند غيره.
فليكن إختيارك للصديق دائماً علي:-
  1. الإنسانية
فلا تتخذ صديقاً قاسياً لا يهتم بمشاعر الآخرين ولا يعرف كيف يحتفظ بها ولا تتخذه جاهلاً بطباعك.
  1. الله
إختر صديقاً يذكرك بربك ويقوي دائماً علاقتك به لإن الصديق الذي يذكرك بالله إنما هو رسالة من الله يرسلها لك لتقرأها ، إختره مجاهداً لحب الله ساعياً في أخلاقه لينال رضاه تذكر دائماً أن الذي يحب الله يمكنه أن يحب الدنيا بأسرها ولكنه حباً لا يتملكه.
  1. الثقة
أشعره بثقتك البسيطة به ولا توهبه من الثقة أكبر مما يستحق فلا يعرف أحد كيف تدور الأيام على عباد الله.
أحذر عدوك مرة                 وأحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق            فكان أعلم بالمضرة.
  1. الوفاء والإخلاص
عندما يصارحك الفرد بإخلاصه في العمل أو في حبه عندما تجده لا يتوانى عن الإطمئنان عن أحوالك بدافع الإخلاص فذاك صديقك ، وعندما تجده لا يعرفك إلا في الإخلاص المصلحي إبتعد عنه فوراً.
  1. الراحة
من حقك أن ترتاح له ولكن لا تظن أن الصديق من يريحك دائماً بل من يريحك منك وقت أن تريد ذلك لا من يرضيك بالوقوف بجانبك حتى ضد الحق.
  1. الإثنين معاً
لا تضع قلبك فاتياً في كل أمور حياتك لإن اختيار الصديق عن طريق القلب يجلب لك الكثير من المشقة فستغار عليه من النسمة وتريده لك فقط تحبه دائماً جوارك أمامك وتخشي أن تغضبه ولا تقبل منه نقداً تجاهك وتنتظر منه شيئاً يريح سلطانك أو قلبك.
وإن وضعت العقل قاضياً فستغرم الكثير حيث لن يكون هناك فرصة للسماح والصبر والحكمة و سيجرف إلي حبكما الجمود والغباء ثم الملل
فأفضل ما يريحك إستعمل معه مبدأي
عش معه بقلبك وعامله بعقلك.
ضع كل طاقتك في خدمته والوفاء له ودلل علي ذلك فتدوم صداقتك.
  1. صفات أساسية
الصدق حتي مع الخطأ – الإحتمال لك حتي وقت الثورة – الصبر علي العدو حتي يبعدك عنه – حب الأهل والعشيرة – الاحترام  لنفسه أمام النفس والناس – الكتمان – المرح حتي يخفف عنك – العقل حتي لا يصدر عليك أحكاماً وقت الخطأ – البساطة لإن المغرور شخص أناني والأناني لا يصلح صديقاً إلا لنفسه.
يعرف الله وكأنه يراه.
إذا وجدت عزيزي القارئ هذا الإنسان إحتفظ به فإنه هدية من السماء.
                                                        

د / مني أحمد.

الخميس، 16 أغسطس 2018

قوة الغضب والتسامح


معاناة إنك غاضب!!
نعم، معاناة أنك بداخلك تلك الشحنة الملعونة من الثورة ... والحمق
أنك الآن بالضبط تشعر أنك تود لو كنت بالوناً ضخماً لتنفجر في وجهه.
كيف يجعل الغضب يؤثر عليَّ لهذه الدرجة؟ كيف أحترق وأغتاظ في نفسي كل لحظة عندما أمر بجوار سكنه أو لو كانت هذه الطوابق الممتدة مسنودة علي سجادة من قماش بوسعي أن أسحبها لتصبح كل الطوابق رماداً فلا يكون وينعدم الأثر!
تتمني لو كنت من قبل قطعة من الحلوي يضعها بين شفتيه والآن تتمني لو كنت الشمعة التي تتوسط هذه القطعة من الحلوي لتقع علي يده أو تلهب ملابسه ليذوق معني الألم...
ومهما كان الألم الجسدي مؤلماً إلا أن الألم النفسي من الغضب أقوي .. أقوي بكثير، قد أغضب من نفسي عندما أقصر في حياة من يهمني ولا أقوم بدوري كما أتمني، وقد أغضب من الملل وقلة الحركة، وقد أغضب من ضعف ذات اليد، وقد أغضب من الوحدة ومن الخوف ومن دوام الألم....
وقد أغضب من الإهمال وقلة الضمير بل وأشمئز أحياناً، وقد أغضب من الزحام وعدم الإلتزام وعدم النظافة وأحياناً أغضب من تدخل الآخرين بشئوني التي لا تخصهم، وقد أغضب من السرعة ومن البطء ومن إنعدام الحرارة بالهاتف في شدة إحتياجي له وقد أغضب من البرود والسماجة وقلة الخلق وقد أغضب من صراخ الأطفال والأرصفة المزدحمة التي تحرمني حقي في الطريق.
وقد أغضب من عدم القدرة علي حب شخص يستحق الحب وقد أغضب من الغباء ومن الجهل ومن ضيق الأفق وقلة الصبر.
وقد أغضب من إنعدام الفرصة وتشويش الحق ومن السلطة ومن الظلم وقد أغضب من الإحساس بإنعدام الإحساس بالجمال.
وقد أغضب من الأنانية وإدعاء الفهم عن جهل. وقد أغضب من تصابي العجوز علي فتاة مثل أحفاده ومن تبرج أمرأة عارية أو من ملتزمة تميل علي صدر رجل وتكعكع بالضحك وهو لا يحل لها.
وقد أغضب من شخص لا يغضب وأغضب من الحرب ومن طلقات الرصاص وأغضب جداً لتعدي الحرمات وإختراق النساء عرايا من أعداء وطن يستحلون لأنفسهم ما حرم الله.
وقد أغضب من غضب الله الذي لم أراعيه، وقد أغضب من ضياع الفرض مع قدرتي علي أداءه.
وقد أغضب ممن أخلع له ملبس ويشاركني فراشي وأستأثره علي نفسي ويحدث الناس عني بالسوء ويسرقني.
وقد أغضب من الإذاعات المسفة التي تدعي إنتماءها للإسلام وترحب جداً بالرقص المثير والفيديوهات الخليعة علي شاشاتها بلا حياء.
وأغضب من إمرأة تجمع بين رجلين ومن رجل يجمع بين إمرأتين.
وأغضب من الصوت المرتفع والرفيع وأغضب من الإنتظار وأغضب من حافظي القرآن غير العاملين به وأغضب من الجميلة الفارغة والداعية اللئيم والثرثارة والمتكبرة، وأغضب من قلة النظام وضيق المكان وأغضب من الإهتمام بالفضيحة ونشرها وأغضب من عصيان النوم لي.
وأغضب من قلة الأصل وإستغلال الضمير، وأغضب من إنقطاع المياه في لحظة حاسمة وأغضب من تباطئ شبكة النت مع شخص هام، وأغضب من ضياع الوقت وسذاجة الهدف وضعف الهمة.
ألم تشعر معي أنك شعرت ببعض الغضب أو حتي الضيق وأنت تقرأ لأنه غالباً قد تكون مررت بأي من هذه الأمور وليست هذه هي كل ما يغضبني ويغضبك بل هناك الأكثر والأكثر ولكني أشعر الآن بارتياحك لو كنت متفقاً معي في كل ما يغضبك مما سبق، وذلك لأنك تكون قد تحدثت عنه عن لساني وتكون قد أدركت أنك لست وحدك غاضباً.
أما الآن فسأحدثك عن نوع آخر تماماً من الغضب، الغضب من عدم الشعور بالحب، وعدم التقدير.
يهم كل منا أن يشعر بتقدير بعض الآخرين له ممن لهم محبة خالصة في نفسه ويعاب علي بعض الأشخاص ربط قوتهم النفسية وإعتقاداتهم الإيجابية عن أنفسهم بتقدير الآخرين لهم.........
دعنا الآن منهم أنهم مرضي إلي قدر كبير
ولكني اليوم أغضب ممن لا يقدرون الحب في زمان قل فيه الحب ويتناسون الإحساس بالشوق في أيام قوة التركيز فيها علي الذات.
أغضب بعد عناء كبير أن أبذل ما بوسعي في إرضائك ثم أقابل ذلك بتجاهلك إن ذلك لا يغضبني فقط بل يجرحني.
وأنت أعلم أنك لست مسئول وحدك عن إغضابي وإني مشتركة معك فلو كنت تجاهلتك لأدركت معني وجودي ولو لم أجعلك مسيطراً علي مشاعري كهذه اللحظة نعم.
عندما نغضب من شخص ما فإنها حقيقة فاشلة فلا أحد يملك أن يجعلنا غاضبون أو تعساء أبداً لأنه
لا أحد يتعدانا.
نحن الذين نقرر أن نغضب ونسامح ونحزن ونرقص فرحاً، إنه قرارنا حتي لو لم نشعر وعندما نفقد السيطرة الكاملة علي هذه القدرة فإننا لسنا نحن ... أي إننا لم نعد أنا وأنت بل أصبحنا أنا فقط وأنت فقط.
وغالباً ما نكون أنا فقط.
تماماً كاللحظة التي تندمج فيها مع كل لحظة حزينة جداً فتترغرغ عيونك بالدمع تعاطفاً وتداخلاً مع شخصية الممثل وقتها أنت الذي أنسحبت وأنت الذي أندمجت وأنت الذي بكيت...
ولم يطلب منك أبداً أحداً ذلك.
وعندما نغضب نملك وقتها قدراً ضئيلاً جداً من سيطرتنا علي إنفعالاتنا وعلي مشاعرنا فلا نستطيع أن نكون أبداً سعداء ونحن غاضبون أو هادئون ونحن غاضبون بل نركز في الغضب.
ونمنحه الفرصة..
متي نتسامح؟! ومع من؟
التسامح قوة عظمي لا يملكها إلا الأقوياء والضعيف لا يتسامح بل يتنازل، القوي فقط هو الذي يملك الرد فيمتنع عنه ويملك نفسه فيغضب ليعود ويتحكم بسرعة ويري المسافة قصيرة بينه وبين قدرته علي التسامح.
إننا لن نظل غاضبون إلا إذا قررنا، ولن نسامح إلا إذا قررنا، ولن نرضي أبداً ونحن غاضبون
فماذا يرضينا لو لم نتسامح؟
أم الأهم القدرة علي الغضب أم السعي للرضا وهل كل غضب لا ينتهي بالخزي؟
وهل كل غضب لا يضيف لنا المزيد من الخسارة فنخسر فيه طاقات نفسية مهولة ولحظات يمكن أن نستمتع بها.
ونخسر فيه حسنات وتكسب فيه أمراض ووقت ضائع وضعف تركيز وقلة نوم وعصبية وإنشغال ثم يليها مرادفات الغضب كالوساوس والشكوك ثم يليها نتائج الغضب كالتوتر والإحباط والفظاظة والإندفاع، وقلة الثقة وضعف التسامح وسيطرة الشيطان وسلطة الغيبة والنميمة، وإذابة الحسنات بالسيئات، وتوجس العطاء وبخل الإحساس وإنكماش الصدق.
أيهما تختار
أن تحيا اللحظة التي ضاعت في الغضب مرتين فلن تعاد وتكرر. إنها تأتي مرة واحدة وتترك أثارها مرات فكن أوعي وأفهم من أن تسيطر لحظة عليك لتنتهي هي وتتركك أنت في تبعاتها.
تغلي وتثور....
إما أن تواجه أو تقبل
إما أن تعرف معني قول (داين تدان) إن من ظلمك لن يتركه الله.
ومن أغفل حقك سوف يغفل حقه.
ومن لم يعطك قدرك فذكره بقدرك
وإن لم تفعل فاتركه وأنسي ما حدث وبالغ في اهتمامك به فربما يكون قد انشغل بنفسه عنك أكثر من اللازم وإذا لم ينجح ذلك كله فلا تبكِ علي من لا يريد أبداً أن يقدرك لأنك أعلي من أن تنتظر تقديره لك.
فقرر أن تسامحه وأنت الرابح في النهاية.

د.مني احمد   

الخميس، 9 أغسطس 2018

الحقد


بينما ترى نفسك تغير من وجهتك.....
أو تجدد فى حياتك أو حتى تقدم عملاً جيداً كان يحتاج جهداً طويلاً ...........
وكذلك عندما يمن الله بنعمته عليك وتصبح فى وضع أفضل بقليل أو كثير ....
يحدث أن تلتقى بضيف ثقيل جداً قد يحضره البعض لك بدون أن يستسمحوك  ...........
إنه الحقد
مقالتى الليلة عن الحــــــــــــــقد:
بقلمى وبقلبى وبعمرى ..............منى أحمد
أنا بدأت حياتي العملية منذ اكتر من17 سنة
عرفت فيها معنى الحقد على أيدى الآخرين ..........عرفته بحق
واتعلمت إنى مزعلش..لأن الحاقد مريض...... وفى جهنم
الحاقد ذلك الشخص الذى لا يكن لك معروفاً يذكر
ويستكثر نعمة الله عليك فلا يمكنه مطلقاً أن يباركها
لا يمكنه أن ينطق بكلمات الحب لأن ليس بداخله حب
الحاقد لا يمكن أن يشعر بحلاوة نعمة الله لأنه دوما يركز فيما ليس موجوداً
الحاقد ينظر لك ويقول فى نفسه لماذا هو ولست أناااااا؟؟؟؟
الحاقد ..........جمرة نار تأكل صاحبها
الحاقد ..................ضعيف جدااااااااااااااااااااا
ضعيف لدرجة أن أبسط مشاعر الكراهية تتمكن منه بكل سهولة
وروح العدوان تملؤه
فكرت كثيراً فى هذا الأمر الذى أكتب عنه الآن ..........
.حيث تمتعت كثيراً ولازلت حتى من أقرب الناس إلى .
بمرارة حقدهم واستكثار النعمة على ........
وكنت أقابل هذا بكل هدوء وداخلي يعلمه
وهم الحقيقة ليسوا أذكياء بدرجة كافية حتى يمهلوني فرصة التفكير
حيث أن حقدهم واضح ومفهوم ومدرك جداااااااااااااا
إما لأنهم عاشوا مفتقدين التقدير
أو المحبة
أو العطاء
فمن لا يتدرب على العطاء لا يعطى
ومن لا يتدرب على الحب لا يحب إلا نفسه
ومن لا يتدرب على التقدير يفقد ثقته بنفسه
فلا يقوى على حب الخير للآخرين
يسعون كثيراً لإخفاء مشاعرهم وتفضحهم أعينهم وألسنتهم وصمتهم أحياناً
أعتذر لهم
فليس بإمكاني إلا الكفاح فى حياتى الصعبة التي أعيشها
وأنا أكون حياتى وسمعتى ومستقبلى بنفسى ولا أعتمد فيه على أب ولا أم ولا يساندنى فيه إلا ثقة الآخرين وعطائهم لى ومحبتهم
اعتذر لهم أنى لا يمكننى أن أفشل من أجلكم
أو أتباطىء
فأنتم تعرفون جيداً أنى بطيئة الخطى لكنى لا أعود يوماً للوراء................ولن أعود!!!!!
أقول لهم
إخفوا أعينكم واحمدوا الله على ما أنتم فيه فما أعطاكم فقد سلب منى فكلنا فى مكيال واحد
وكلنا متساوون
أقول لهم
أنا أعتنى بكل ما يزيد نسبة الذكاء لدى لأنى اكتشفت للأسف أن الذكاء نعمة
وبالتالى ليس فى مقدورى أن أصبح غبية عن سلوككم....
وأكرر شكرى لكم حيث أكدتم  لى مدى صوابى ............
وركزتم على منح الله لى وعلى رأسها عزيمتى
وفى عزائكم لأنفسكم تحية إجلال وتقدير منى لله رب العالمين على ما منحنى من نعم أحسد عليها
أقول لهم
كفوا عن ما تعانون وحاولوا أن تبروا ذويكم ففى بر الأهل وصلة الأرحام رحمة
أقول لهم
أن رزقكم الله مثل رزقى وأنى فى بداية الطريق وينقصنى المزيد الذى لا تعلمونه
أقول لهم
إن عزيمتى ضد الفشل والإحباط ساعدتنى كثيراً فيما أواجه من الآلام الجسدية التى تصاحبنى منذ سنوات وأحمد الله عليها فإذا كنتم أشفى منى فالله يزيدكم.
أقول لهم
لا تتحسروا على ما لم تحققوا ........فإن الله حنون ورحيم وكريم أطلبوا كل شىء ففى الكون كل شئ وفى الكون خير يكفى للجميع.
أقول لهم
لقد رأيت فى حياتى الأكثر والأجمل والأنجح والأذكى والأقوى والأوفر منى فى كل شىء ولم يصبنى الإحباط لحظة لأن سلاحى محبة الله فلو أحببتموه مثلى لهون عليكم كل عسير.
أقول لهم
أنى عاشرت مرضى السرطان وضعاف الخلايا والأيتام كثيراً فعلمت أن العطاء يأتى ثم يأتى لا يمنعه شىء ولا أحد ينجو بعمله.
أقول لهم
إن حقدكم على أى خير لى ولغيرى يقلل من فرص الإصابة بالخير لكم.
أقول لهم
أفيقوا والله أنتم أغنى منى فأنتم لا تدرون نعمتكم وأنشغلتم بنعم الغير.
أقول لهم
أحبوا الله.
احبوه
من قلبكم
ثقوا به .
اخلصوا النوايا.
اعلموا مقدارنعمتكم واشكروه
فإنه يستحق الشكر كثيراااااااااااا
أقول لهم
إنى أعذركم من داخل روحى لأنى أعلم مقدار عذابكم
وتخيلاتكم
وأشواقكم أحياناً إلى خسارة الآخرين
أقول لهم أنى أدعوا لكم من صميم القلب أن يهديكم الله فعلاً .....
هذا ليس تفضلاً منى ولا عقلاً ولا ذكاء
كل ما فى الأمر أنى أدرك أنكم تحتاجون إلى نعمة أهم من كل ما تبحثون عنه حولكم........
تحتاجون إلى القناعة والرضا
تلك المشاعر التى تجلعكم تفرحون بصدق إلى نجاحات الغير وإنطلاقاتهم
تفرحون بنعمتهم وتغبطونهم عليها .
أقول لهم أن الله يمن على عباده بصفات ونعم
فمن كان منكم بلا رضا ولا قناعة ولا هدوء
فليكثر من طلبها فالله صاحبها لا يمن على أحد بعطاءه.
د.منى احمد رجب


الخميس، 2 أغسطس 2018

ولسوف يعطيك ربك فترضى





ولسوف يعطيك ربك فترضى
لإن كلام الله هو أحلى وأغلى  بداية استهل بها مقالتى هذه المرة حتى أفتح بوابة الرضا .. أعلى قيمة فى الحياة.
لم يختر الله الايمان او الهدوء او الراحة او الامان . بل اختار الرضا .. ولسوف يعطيك ربك فترضى.
فقيمة الرضا عندما تتحقق سوف يكون هناك إيمانآ وراحة وطمأنينة .. والرضا عندما يحقق فإنه يحتوى السعادة والاتزان واليقين والامل والحمد.
ولكن ما أهمية أن نرضى .. عن صدق
لا أن نرضى بأفواهنا وقلوبنا عاصية عن اقتناع
إن اكثر كلمة نتداولها كل يوم..الحمد لله
إننا نقولها أحيانا بدون تفكير فيها .. الحمد لله بلا شعور فعلي للحمد أو بلا تفعيل للكلمة .. أنا راض بداخلى ولهذا أقول الحمد لله.
إن أصعب الناس من تقول عنه .. صعب إرضاءه فمهما تفعل من أجل راحته .. لن يرضى .. لأنه لا شىء يرضيه وأحتمال لارتفاع  معدل الانانية او الطموح .. أو  افتقاد الشعور بالاخر . بوجود قمة المسئولية او انعدام الشعور بها .. يصعب الرضا.
ولكل ما نقوم به من افعال هناك وجهتين يمكنك ان تحاسب نفسك عند اى منهما .. حد القبول وحد الرضا
حد القبول ان تفعل ما يشعرك انك لم تقصر فلا ينتج عن وجود إلا الشعور بالراحة.
وحد الرضا وهو اقصى ما يمكنك آداءاه . فعندما تكثر عليك الهمم ويتضاءل الزمن لتحقيقها . إفعل حد القبول حتى تصل لحد الرضا.
فمثلآ .. إذا كان يهمك آداء الصلاة فى المسجد.
فحد القبول هو آداء الصلاة بانتظام وعدم الانقطاع
وحد الرضا هو الصلاة دائمآ فى المسجد .
فحد القبول هنا يحقق لك الراحة من الشعوربعدم التقصير وابتعادك عن الذنب وتخليك عن الحرمة مع الاستمرارية فى الحياة. 
وحد الرضا يحقق لك قمة النشوى والاتزان.
الشعور بأنك جيد ورائع. والحقيقة ان الحياة مع الله ولادة فعندما تقوم بحد القبول تتمنى الوصول لحدالرضا وعندما يصبح حد الرضا هو حد القبول عندك فسوف يكون هناك حد  رضا أعلى إيمانيآ والثواب به اكبر او الجهاد فية أشد.
والرضا امتثال لأمر الله عن قناعه وهدوء داخلى
الرضا أقصى درجات الاتزان . لا يجتمع مع الرضا عن افتقاد شىء ما مع الغضب ابدا . قد يكون هناك وحشة .. اشتياق تعود . انها المشاعر الصاعدة . أى التى تظهر على السطح  عندما يمتلىء العمق فتظهر بلا هوادة .. ولأنها مشاعر فهى انفعالات وعندما تهدأ يعود الرضا بلا منازع.
وقد قال الله عز وجل فى حديثه القدسي جل وعلا:-
يا ابن آدم 
لا تخف من سلطان . مادام سلطانى وملكى لا يزول وإن رضيت بما قسمته لك . ارحت قلبك.
وإن لم ترضى فعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش فى البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندى مزمومآ. صدق رب العزة .
وهذا الحديث القدسي هو احب حديث واعظم حديث قدسي إلى قلبى ولهذا اهديه لك حتى تتمعن فيه ..
فالله يقسم . وعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش فى البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندى مزمومآ.
صدق رب العزة
فالله يقسم والله .وعزتى وجلالى .. قسم صعب تحمله لأسلطن عليك ... إلى اخر الحديث . فالله قسم لك ما يكون فيه الخير لك . والله وحده يعلم ما هو الخير لك.
فأيما أبتلاء أنت فيه .. اللهمعك فيه.
فلو فقدت حبيبآ أو بترت  ساقيك أو لازمك مرضا او انجبت معاقا او عشت اليتم .. إذا ضاع مالك وذهب بهاؤك وقل إناسك .. فالله معك.
إذا تعجبت قدرة الله وغضبت من قدره .. فلن يتغير  شىء وإذا أستبصرت يقينآ ان الله اختار لك الافضل فسوف يتغير كل شىء .. لن تعود الموتى للحياة ولكن ستحيا بدونهم بلا قلق وتشعر السعادة والهدوء مرة اخرى.
سيصبح الأكتئاب والضغط المرتفع العصبي والامراض المزمنة كلها هى أبعد الاشياء عنك.
من حقك ان تدعو الله  - بأدب - أن يرضيك بما انت فيه فالنبي الكريم جل خلقه كان يقول .
اللهم ارضنى بما رضيت لى
حتى لا احب تقديم ماأخرت ولاتأخير ماعجلت
صدق نبى الله محمد
فالنبي . قمة الايمان . رسالة الله إلى الارض كان يدعو الله أن يرضيه بما قسم له . ليس لضعف إيمان منه وإنما يقينآ بأن هذا هو الصواب وأن هذا هو الحل وأنه بشر . رغم أنه ليس ككل البشر.
والنبي يعلمنا ويعلمنا ان لاأحد لن يحتاج إلى هذه الدعوة وأن الرضا هو أجل القيم وأنه الافضل أن ارض والحق ان أرضى والصحة أن أرض والهدوء حين أرضى والسكون عندما أرضى فماذا سيحقق لي عدم الرضا . الغضب على الله وقدره وجبال من الهم والحزن وقلة الحيلة .. والتفكير الشيطانى والافكار السوداء وكراهية الحياة والحقد والألم والحسد والضغينة والمرض والذل والانكسار والبعد عن الله والتوتر والضيق والشعور بالذنب والرغبة فى المعصية لا حبآ فيها وإنما إنتقامآ من قسوة القدر وغضبآ وسخطآ وعدم ثقة فى روعة القدر وعدم صلاحيته واجتناب فعل الخير والاعتراض وعدم الوعى والتأوه والندم على ما فات ونقص العبادة وضعف اليقين وكراهية النصح وثورة الدم وعنف الاستجابة وهزة الورع والكثير من المشاعر السلبية المشابهة حتى يعقب كل هذا الصراخ والصراع الداخلى المهول القاتل الاحساس بقلة الحيلة والفراغ والوحدة والندم والخوف من عدم قبول التوبة والشعور بالقلق من الموت ونقص دين أو ضعف يقين او حتى  مع توافر نية سيئة للأذى والعياذ بالله.
الرضا حد فاصل بين هذه المشاعر وتلك.
الرضا يريحك .. فاسع له ..
الرضا ان تدرك لا عن قلةحيلة بل عن قمة يقين أن ما حدث أيآ كان ما حدث هو الافضل وانك بعين البعد بعين الحياة ذات البعد المحدود ولكن عين الله أصوب .
وأن حكمة الله لو لم تدركها عند الازمة فسوف تدركها إن صبرت وسوف ترتاح عندما تدركها وسوف تهدأ ..
وتتنفس بعمق وتقول لنفسك داخليآ . نعم ..
الله وحده اعلم.
إن أصعب لحظة يمكن أن تمر عليك مع الله اللحظة التى يباغتك فيها بقدره فاما ان تصرخ وتلعن وتثور وإما أن تقنع وتبك وتهدأ أو تأن فقط من اجل الحدث وأن تتقبل عطية الله كما هى .. فلسوف يكافئك الله فى الدنيا بالرضا والسكينة فى الآخرة برضاه. اللهم آمين

                                                                          د/ منى أحمد