ولسوف يعطيك ربك فترضى
لإن كلام الله هو أحلى وأغلى بداية استهل بها مقالتى هذه المرة حتى أفتح بوابة الرضا .. أعلى قيمة فى الحياة.
لم
يختر الله الايمان او الهدوء او الراحة او الامان . بل اختار الرضا .. ولسوف يعطيك
ربك فترضى.
فقيمة
الرضا عندما تتحقق سوف يكون هناك إيمانآ وراحة وطمأنينة .. والرضا عندما يحقق فإنه
يحتوى السعادة والاتزان واليقين والامل والحمد.
ولكن
ما أهمية أن نرضى .. عن صدق
لا
أن نرضى بأفواهنا وقلوبنا عاصية عن اقتناع
إن
اكثر كلمة نتداولها كل يوم..الحمد لله
إننا
نقولها أحيانا بدون تفكير فيها .. الحمد لله بلا شعور فعلي للحمد أو بلا تفعيل
للكلمة .. أنا راض بداخلى ولهذا أقول الحمد لله.
إن
أصعب الناس من تقول عنه .. صعب إرضاءه فمهما تفعل من أجل راحته .. لن يرضى .. لأنه
لا شىء يرضيه وأحتمال لارتفاع معدل الانانية
او الطموح .. أو افتقاد الشعور بالاخر .
بوجود قمة المسئولية او انعدام الشعور بها .. يصعب الرضا.
ولكل
ما نقوم به من افعال هناك وجهتين يمكنك ان تحاسب نفسك عند اى منهما .. حد القبول
وحد الرضا
حد
القبول ان تفعل ما يشعرك انك لم تقصر فلا ينتج عن وجود إلا الشعور بالراحة.
وحد
الرضا وهو اقصى ما يمكنك آداءاه . فعندما تكثر عليك الهمم ويتضاءل الزمن لتحقيقها
. إفعل حد القبول حتى تصل لحد الرضا.
فمثلآ
.. إذا كان يهمك آداء الصلاة فى المسجد.
فحد
القبول هو آداء الصلاة بانتظام وعدم الانقطاع
وحد
الرضا هو الصلاة دائمآ فى المسجد .
فحد
القبول هنا يحقق لك الراحة من الشعوربعدم التقصير وابتعادك عن الذنب وتخليك عن الحرمة
مع الاستمرارية فى الحياة.
وحد
الرضا يحقق لك قمة النشوى والاتزان.
الشعور
بأنك جيد ورائع. والحقيقة ان الحياة مع الله ولادة فعندما تقوم بحد القبول تتمنى
الوصول لحدالرضا وعندما يصبح حد الرضا هو حد القبول عندك فسوف يكون هناك حد رضا أعلى إيمانيآ والثواب به اكبر او الجهاد
فية أشد.
والرضا
امتثال لأمر الله عن قناعه وهدوء داخلى
الرضا
أقصى درجات الاتزان . لا يجتمع مع الرضا عن افتقاد شىء ما مع الغضب ابدا . قد يكون
هناك وحشة .. اشتياق تعود . انها المشاعر الصاعدة . أى التى تظهر على السطح عندما يمتلىء العمق فتظهر بلا هوادة .. ولأنها
مشاعر فهى انفعالات وعندما تهدأ يعود الرضا بلا منازع.
وقد
قال الله عز وجل فى حديثه القدسي جل وعلا:-
يا
ابن آدم
لا
تخف من سلطان . مادام سلطانى وملكى لا يزول وإن رضيت بما قسمته لك . ارحت قلبك.
وإن
لم ترضى فعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش فى البرية ولا
ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندى مزمومآ. صدق رب العزة .
وهذا
الحديث القدسي هو احب حديث واعظم حديث قدسي إلى قلبى ولهذا اهديه لك حتى تتمعن فيه
..
فالله
يقسم . وعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش فى البرية ولا
ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندى مزمومآ.
صدق
رب العزة
فالله
يقسم والله .وعزتى وجلالى .. قسم صعب تحمله لأسلطن عليك ... إلى اخر الحديث .
فالله قسم لك ما يكون فيه الخير لك . والله وحده يعلم ما هو الخير لك.
فأيما
أبتلاء أنت فيه .. اللهمعك فيه.
فلو
فقدت حبيبآ أو بترت ساقيك أو لازمك مرضا
او انجبت معاقا او عشت اليتم .. إذا ضاع مالك وذهب بهاؤك وقل إناسك .. فالله معك.
إذا
تعجبت قدرة الله وغضبت من قدره .. فلن يتغير
شىء وإذا أستبصرت يقينآ ان الله اختار لك الافضل فسوف يتغير كل شىء .. لن
تعود الموتى للحياة ولكن ستحيا بدونهم بلا قلق وتشعر السعادة والهدوء مرة اخرى.
سيصبح
الأكتئاب والضغط المرتفع العصبي والامراض المزمنة كلها هى أبعد الاشياء عنك.
من
حقك ان تدعو الله - بأدب - أن يرضيك بما
انت فيه فالنبي الكريم جل خلقه كان يقول .
اللهم
ارضنى بما رضيت لى
حتى
لا احب تقديم ماأخرت ولاتأخير ماعجلت
صدق
نبى الله محمد
فالنبي
. قمة الايمان . رسالة الله إلى الارض كان يدعو الله أن يرضيه بما قسم له . ليس
لضعف إيمان منه وإنما يقينآ بأن هذا هو الصواب وأن هذا هو الحل وأنه بشر . رغم أنه
ليس ككل البشر.
والنبي
يعلمنا ويعلمنا ان لاأحد لن يحتاج إلى هذه الدعوة وأن الرضا هو أجل القيم وأنه
الافضل أن ارض والحق ان أرضى والصحة أن أرض والهدوء حين أرضى والسكون عندما أرضى
فماذا سيحقق لي عدم الرضا . الغضب على الله وقدره وجبال من الهم والحزن وقلة
الحيلة .. والتفكير الشيطانى والافكار السوداء وكراهية الحياة والحقد والألم
والحسد والضغينة والمرض والذل والانكسار والبعد عن الله والتوتر والضيق والشعور
بالذنب والرغبة فى المعصية لا حبآ فيها وإنما إنتقامآ من قسوة القدر وغضبآ وسخطآ
وعدم ثقة فى روعة القدر وعدم صلاحيته واجتناب فعل الخير والاعتراض وعدم الوعى
والتأوه والندم على ما فات ونقص العبادة وضعف اليقين وكراهية النصح وثورة الدم
وعنف الاستجابة وهزة الورع والكثير من المشاعر السلبية المشابهة حتى يعقب كل هذا
الصراخ والصراع الداخلى المهول القاتل الاحساس بقلة الحيلة والفراغ والوحدة والندم
والخوف من عدم قبول التوبة والشعور بالقلق من الموت ونقص دين أو ضعف يقين او
حتى مع توافر نية سيئة للأذى والعياذ
بالله.
الرضا
حد فاصل بين هذه المشاعر وتلك.
الرضا
يريحك .. فاسع له ..
الرضا
ان تدرك لا عن قلةحيلة بل عن قمة يقين أن ما حدث أيآ كان ما حدث هو الافضل وانك
بعين البعد بعين الحياة ذات البعد المحدود ولكن عين الله أصوب .
وأن
حكمة الله لو لم تدركها عند الازمة فسوف تدركها إن صبرت وسوف ترتاح عندما تدركها
وسوف تهدأ ..
وتتنفس
بعمق وتقول لنفسك داخليآ . نعم ..
الله
وحده اعلم.
إن
أصعب لحظة يمكن أن تمر عليك مع الله اللحظة التى يباغتك فيها بقدره فاما ان تصرخ
وتلعن وتثور وإما أن تقنع وتبك وتهدأ أو تأن فقط من اجل الحدث وأن تتقبل عطية الله
كما هى .. فلسوف يكافئك الله فى الدنيا بالرضا والسكينة فى الآخرة برضاه. اللهم
آمين
د/ منى أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق