يتعذر علي البعض منا فهم إمكانية حب ذاته بشكل صحيح،
فيظن أنه إذا قرر ذلك أو أعلنه فإنه يعلن أنه أنانياً وغير سوياً والعكس صحيح فالشخصية
السوية شخصية تدرك كل مقوماتها وكل جوانبها السلبية والإيجابية، تعلم كيف تحول
السلبي منها إلي إيجابي وكيف تنمي الإيجابي وتطوره، فقناعتنا عن أنفسنا يمكن أن
تتغير من موقف نمر به فنكتشف أن لدينا قدرة لم نكن نظن أنها بالداخل...
فنفرح ..أو نغضب..
الذي يفرح يجد في ذاته مالم يكن يتوقع أن يلقاه..كأن يري
في نفسه قدرة علي التقديم بشكل جيد أو قدرة علي التعبير أو علي التخفيف عن شخص
حزين فيفرح لإكتشافه هذه القدرة فتتبدل قناعاته وترتفع صورته الذهنية عن نفسه
وتتضح بشكل أفضل وتبدأ الرغبة في زيادة هذه القدرة حتي تبدو معه في أماكنه المفضلة
وأصدقائه المقربين.
بينما يغضب من يعرف مثلاً عن نفسه صفة الحلم أو القدرة
علي التحكم في المشاعر والإنفعالات وتحت ضغط
شديد يجد نفسه عنيفاً.. خطاءاً يميل لفضح شخص آخر..
عندما نسأل شخصاً ونترك له ورقة وقلم ونفاجئه .. أكتب
لنا كل شئ طيب تعرفه عن نفسك من صفات.. فيصمت ويبتسم .. ويقول أنا!!
أسأل الناس عني فأنا لست أنانياً حتي أتكلم عن نفسي بشكل
طيب وأنا أريد أن أسأله من قال لك ذلك .. تكلم فإنك من واجبك تجاه نفسك أن تعرفها
.. ألم تسأل نفسك كيف تساعد شخص أن يتغير وأنت من الأساس لا تعرف ما الذي يعاني
منه .. ما الذي يحتاج للتغيير
أعرف ما الذي تملكه .. أكتبه
اسمح له بالتعبير... ثم أسمح له بالتغيير.
فأفكارك الطيبة عن نفسك سوف تجعلك تجني ثماراً طيبة ..
كن علي ثقة من ذلك.
وأن الأفكار التي يقتنيها العقل إما أن تكون شفافة أو
ذات ألوان فأحرص علي ألا تكون ألوان أفكارك ساطعة أو كئيبة.
ليس هناك شراً يمكن أن يصيبك أكبر من أن تظن بنفسك
السوء.
وأعلم أن حبك لنفسك يعني أنك قابلاً لها من غير ترفع
وراضياً عنها من غير توقف في التحسين والتطوير ومحفزاً لها من غير ضاغط .
أعلم أن أي تغيير تصنعه في نفسك .. سوف يكون رائعاً ..
إذا كان الهدف منه إصلاحها وعدم الإضرار بالغير.
أعلم أيضاً أنه في ميزان حسناتك.
واعلم دائماً أن حبك لها هو أول الطريق للنجاح.
بقلم
د/ مني أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق