الثلاثاء، 27 مارس 2018

إتق الظلم



ارجوك. تجنب أن يكون الظلم في حياتك سهلًا
تجنب أن تظلم دون أن تدري
تجنب أن تظلم وأنت تدري
ارجوك. تجنب أن تكون سببًا في احساس شخص آخر بالمهانة والمرارة والغضب والثورة.
ارجوك فطعم الظلم مُر
مُر إلي أبعد حد يمكن تصوره
...
قد يفكر بعض الناس في التخلص من حياتهم
وقد يفكر البعض في القتل
وقد يكذب الصادقون           ويزني الصالحون
      ويغضب الهادئون              ويمرض الأصحاء           ويتوه المفكرون
عندما يُظلمون.
...
الظلم قد يكون بالنظرة..
أن تنظر إلي شخص في لحظة ضعفه علي أنه بلا خلق
أن تسلب حقه في الخطأ وتعاقبه بنيتك علي توبته
وتعتقد أنها لن تصلح .. فقد ظَلمتْ.
الظلم أن تعرف أن للآخر عندك حق وتتجاهله أو تستغله بأي صور الاستغلال فهذا ظلم.
فاستغلال المشاعر ظلم
واستغلال العوز ظلم
واستغلال البراءة ظلم
واستغلال الجهل ظلم
واستغلال النفوذ ظلم
...
الظلم أن تشعر انك لا يجب أن تخطئ أبدًا لأنك لن تعتاد ولم تعتاد الخطأ فتكره نفسك.. هذا ظلم
...
أن تخطئ في حق أحد .. أي أحد ولا تعتذر ولو بكلمة وتتسبب في جرح مشاعره .. هذا ظلم
...
وكذلك عندما تقيم غيرك علي مستوي تحملك أنت وقدراتك أنت وتنسي أنهم غيرك ومختلفون عنك .. فقد بدأت طريق الظلم..
...
أن تجبر الآخر علي إمتاعك بلا رغبة منه فهذا ظلم
وعندما تقرر مصير شخص آخر بلا قناعة منه أو حتي
صلاحية لك بذلك هو منحها لك . فهذا ظلم
أن تتكلم .. تتكلم.. وتظل تتكلم ولا تسمع أو حتي تشعر ما بداخل من أمامك من مشاغل ومتاعب قد يحتاجك هو فيها .. فهذه أنانية منك والأنانية أول درجة في سلم الظلم.
..
تجنب الظلم لأنه أولًا و أخيرًا ليس في صالحلك
...
ليس في صالح أي منا..
..
هل سألت نفسك يومًا ما شعورك في الحالات الآتية
إذا استغل أحد ما ثقتك وخدعك؟
أو استحل منك ما راق له وتركك؟
أو ظل يأخذ منك بقوة وعندما تطلبه لا تجده؟
أن يترك قلبك وعقلك في حالة من التفاؤل البشع ثم تجد نفسك في وحدة قاتلة..؟
أن تُحسن وتُحسن ثم تطعن في شرفك أو يسرق مالك أو يهتك عرضك .. أو تجرح مشاعرك ممن أحسنت إليه...؟
أن تجامل وتشعر بالآلام الناس وعندما تأتي لحظة لا يمكنك أن تستمر في المجاملة وتطالب بحقك فتصاب بالاتهامات والشك والطمع و ....؟
ما شعورك؟؟
أن تدخل بيتك لتجد شريكك مع آخر...؟
أو يراك مع آخر....؟
أن يقف ولدك الذي لم تقصر معه ليحاسبك علي قدرتك الضئيلة التي لا تتناسب مع احلامه الصاعدة بلا أدب؟
أن يهينك ابنك .. يقذفك الشتائم.. يضربك.
إذا لم تحقق له ما يريد خوفًا عليه منك؟
ما شعورك؟
هل تعلم ما شعور الشاعر إذا كتب قصيدة يعبر فيها عن أفكاره تجاه من يحب ولكنه حين يلقيها يجد من يحبه غافلًا عنه مستهينًا بما كتب؟
هل جربت أن تمسك ورقة وقلمًا لترسم أحب شخص إليك وتصارع الوقت حتي تكتمل اللوحة وفي كل مرة تقترب علي النهاية أنت تحلم بفرحته وتظل ترسم وترسم .. حتي تكتمل وتقرر أن تهديه هذا الشعور الضخم بالحب مجسداً في لوحة تُقبلَّها كل يوم وتطير بها ثم ..
يأخذها .. ويقطعها ويرميها في سلة المهملات أمامك ؟
هل تضايقت الآن وانفعلت بداخلك؟
إنه الظلم..
هل جربت أن تقرأ وتقرأ وتتأثر بما تقرأ هنا وهناك وقد تقتبس في البداية لتحاكي ثم تبدع وعندما تبدع تجد اسمًا آخر علي ما ابدعت؟
إن الله عز وجل حرم الظلم علي نفسه وقبل أن يحاسبك علي ظلمك للناس سيحاسبك علي ظلمك لنفسك.
والآن .. هل فكرت من قبل في إنهاء حياتك؟
أو فكرت في إرضاء الآخرين بشكل مستمر علي حساب نفسك حتي لا تقول لأحد لا؟
أو منحت وقتك ومشاعرك وهم أغلي ما تملك لمن لا يستحق وحزنت عليه؟
هل لعنت مشيئة الله ولم ترض بها داخليًا؟
هل أسأت لنفسك وحدثتها بعيوبها أغلب الوقت؟
هل نفيت عن ذاتك القدرة .. أي قدرة بدون أن تعطي لنفسك الفرصة لتجرب؟
هل قبَّلت طفلاً من أطفالك دون الآخر لمجرد أنك سعدت به أكثر.
أرجوك كن عادلاً. منصفاً. مُحقاً
أرجوك كن واعياً في غضبك
وحريصًا في ضعفك
ومهتماً بنفسك
أرجوك . لا تكرم لئيماً.. احسن إلي أهل الإحسان
أرجوك حرم الظلم علي نفسك
واجتهد في منع الآخرون من ظلمهم
...
إعلم أنك لو مررت بأي من جلالات الظلم من الغير..
فقد أعطاك الله الحق في الدعاء بلا شك في القبول والإجابة .. فدعوة المظلوم لا ترد ولو من كافرًا.
وإذا ظلمت نفسك.. فاهتم بها واثن عليها. ارفق بها فهي تستحق. يكفي أنها من صنع الله.
فإذا شعرت أن ذنوبك قد أثقلتك فَتُبْ واستغفر والله سوف يقبل برحمته وفضله حتي آخر يوم في عمرك طالما لا تشرك به شيئًا.
رد مظالم الناس لديك فهذه ديون أحق بالسداد من غيرها حتي ينم جفنك نوماً عميقاً هادئًا .. فترتاح وتهدأ نفسك.
دافع عن حقك بلا تعدِ..
اعترف بخطأك..
احسن عملك..
حسّن أخلاقك..
رتب قيمك..
عدّل أفكارك..
حب نفسك وتقبلها..
لا تيأس من رحمة الله..
بسم الله الرحمن الرحيم
" لا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"
(سورة يوسف، آية 87).
د/ مني أحمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق